أمن الإنسان فى البلدان العربية:تقـرير جـديد وآلية مغــايرة يوليو 2009

أمة العليم السوسوة

تشغل السيدة «أمة العليم السوسوة» منصب الأمين العام المساعد للأمم المتحدة، والمدير المساعد والمدير الإقليمي للدول العربية ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائى.



المحـتــوي

تشغل السيدة «أمة العليم السوسوة» منصب الأمين العام المساعد للأمم المتحدة، والمدير المساعد والمدير الإقليمي للدول العربية ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائى.

بعد أيام قليلة يعلن برنامج الأمم المتحدة الإنمائى الإصدار الخامس فى سلسلة تقارير التنمية الإنسانية العربية تحت عنوان «تحديات أمن الإنسان فى البلدان العربية» والذى يُعمِل التوصيف الأشمل لمفهوم أمن الإنسان الذى قدمه تقرير التنمية البشرية الدولى لعام 1994 كعدسة كاشفة يتفحص من خلالها عن كثب أوضاع التنمية الإنسانية فى المنطقة. فى هذه المقاربة يتخطى التحليل النطاق التقليدى للأمن الذى يركز بالأساس على المفهوم الضيق لأمن الدولة إلى مفهوم موسع يتخذ الإنسان محوره الأساسى. ويشدد التقرير على علاقة الارتباط الوثيق بين أمن الدولة وأمن الإنسان إلا أنه يؤكد على أن نمط العلاقة الساثد تقليديا والذى يتم فيه تغليب الأول على الأخير، يؤدى إلى عدم تحقق أى منهما، فى حين أن ضمان أمن الإنسان بأبعاده المتعددة ــ والذى هو بالأساس مسؤولية الدولة ــ يؤدى إلى تعاظم فرص التنمية وتعزيز أمن الدولة ذاتها.
التقرير يتناول بالرصد والتحليل المعمق أبعادا متعددة من التهديدات التى تواجه أمن الإنسان فى البلدان العربية وتشمل الأضرار التى تصيب قاعدة الموارد الطبيعية (البعد البيئي)، وتلك المرتبطة بدور الدولة فى تحقيق أمن الإنسان (البعد السياسي)، وتلك التى تؤثر بشكل غير متناسب فى الفئات المستضعفة (البعدان الشخصى والاجتماعي). كما تشمل المخاطر الاقتصادية والفقر والبطالة (البعد الاقتصادي)، والافتقار إلى الغذاء (البعد الغذائي)، وقصور الرعاية الصحية الأساسية (البعد الصحي)، فضلا عن المصدر الرئيسى الذى يتهدد أمن الإنسان بشكل شامل ومنهجى والمتمثل فى الاحتلال الأجنبى للأراضى العربية.
عدسة الأمن الإنسانى كما يُعملها التقرير تظهر لنا مدى هشاشة أوضاع هذه الأبعاد الرئيسية لمفهوم الأمن فى بلداننا العربية على اختلافها، مما يؤدى إلى معايشة مواطنيها تهديدات جوهرية مشتركة تحد بشكل حقيقى ومؤثر من قدراتهم ومن الخيارات المتاحة لهم ليعيشوا حياة كريمة وليتمتعوا بحرياتهم وحقوقهم الأساسية، بل وفى بعض الأحيان ليضمنوا الحد الأدنى المتمثل فى البقاء. وبهذا فهى تحد من قدرة البلدان العربية على إحراز تقدم حقيقى أو معالجة مواطن القصور التى تعوق مسيرة التنمية الإنسانية بها فى مجالات تأتى على رأسها المعرفة والحريات وتمكين المرأة، وهى أولويات تنموية طرحتها الأجزاء الأربعة السابقة التى كونت السلسلة الأولى من تقارير التنمية الإنسانية العربية.

© وجهات نظر . All rights reserved. Site developed by CLIP Solutions