كتاب الزاوية .. غزة
غــزة
On Line
رغم حصار اعلامى حرصت الآلة الحربية الاسرائيلية على فرضه على مايجرى فى قطاع غزة بمنعها المراسلين الأجانب من الدخول الى القطاع، ورغم غياب التغطية «المكافئة للحدث وعدد الضحايا» عن عديد من وسائل الاعلام الغربية «التقليدية» فى الأيام الأولى للمجزرة، الا أن «الاعلام الجديد» كان حاضرا وبقوة من اليوم الأول. احتلت الشعارات والرسوم مواقع الانترنت. وملأت مقاطع الفيديو «الدموية» المواقع المخصصة للبث أكثر من 85 ألف مقطع على يوتيوب وحدها.
الأكاديميون والصحفيون الكبار لم تغب مقالاتهم وآراؤهم أيضا عن الشبكة العنكبوتية. سواء منها مانشر أيضا فى الصحف، أو مااقتصر نشره على مدوناتهم.
ورغم أن بين السياسيين والاعلاميين العرب من حمل الفلسطينيين مسؤولية ماحدث، فقد كان لافتا «ومهما» أن أكاديميين اسرائيليين مثل آفى شلايم كانوا أكثر عدلا وموضوعية.
«وجهات نظر» اختارت لزاويتها هذا الشهر بعضا من تلك الكتابات والآراء. كما حرصت على أن يكون من بينها ماكان شديد التحيز لصهيونيته مثل الأستاذ فى جامعة هارفارد ألان م ديرشويتز، حتى تكتمل أمامنا صورة مايقرأونه هناك.
غــزة 1
تعالوا نلوم الضحية ! آفى شلايم
إنى أكتب باعتبارى شخصا خدم بإخلاص فى الجيش الإسرائيلى فى منتصف الستينيات.. ولكن ما أرفضه تماما هو المشروع الاستعمارى الصهيونى وراء الخط الأخضر، والذى كانت نتيجته احتلالا عسكريا هو من بين الأطول والأكثر وحشية فى العصور الحديثة.
تود إسرائيل أن تصور نفسها باعتبارها جزيرة للديمقراطية فى بحر من الاستبداد. ومع ذلك، لم تفعل إسرائيل شيئا طوال تاريخها لنشر الديمقراطية على الجانب العربي، بل فعلت الكثير لتقويضها. إن لدى إسرائيل تاريخا طويلا من التعاون السرى مع الأنظمة العربية الرجعية لقمع القومية الفلسطينية. ورغم كافة العراقيل، نجح الشعب الفلسطينى فى إقامة الديمقراطية الحقيقية الوحيدة فى العالم العربي، ربما باستثناء لبنان. ففى يناير عام 2006، جاءت انتخابات حرة وعادلة للمجلس التشريعى للسلطة الفلسطينية إلى الحكم بحكومة ترأسها حماس. ومع ذلك، رفضت إسرائيل الاعتراف بالحكومة المنتخبة ديمقراطيا، زاعمة أن حماس لا تعدو أن تكون مجرد منظمة إرهابية.
لم تتورع أمريكا والاتحاد الأوروبى فى الانضمام لإسرائيل لنبذ حكومة حماس باعتبارها شيطانا، ومحاولة إسقاطها من خلال حجب عائدات الضرائب والمساعدات الأجنبية عنها. وبذلك نشأ موقف غريب قام فيه جزء كبير من المجتمع الدولى بفرض عقوبات اقتصادية على من احتلت أرضهم وليس على من احتلها، على المقهور وليس على الطاغية.
وكما هو معتاد دائما خلال التاريخ المأسوى لفلسطين، فقد ألقى اللوم على الضحايا بسبب نكباتهم. وأججت آلة الدعاية الإسرائيلية باستمرار مفهوم أن الفلسطينيين إرهابيون... وأن حماس مجرد مجموعة من المتطرفين الدينيين، وأن الإسلام لا يمكن أن يتوافق مع الديمقراطية. ولكن الحقيقة البسيطة هى أن الشعب الفلسطينى شعب عادى له طموحات عادية.
Avi Shlaim أستاذ العلاقات الدولية بجامعة أوكسفورد
ترجمة: عادل فتحي
غــزة 2
لنمتدح إسرائيل ! ألان م ديرشويتز
The wall street journal
إن الإجراءات الإسرائيلية فى غزة يبررها القانون الدولى، ويجب امتداح إسرائيل لدفاعها عن النفس ضد الإرهاب.
منذ أنهت إسرائيل احتلالها لغزة، أطلقت حماس على جنوب إسرائيل آلاف الصواريخ المصممة لقتل المدنيين. ولا يتوافر لسكان سديروت - التى تحملت وطأة الهجمات - سوى 15 ثانية تقريبا منذ إطلاق الصاروخ وحتى اللجوء للمخابئ.
إن حماس تعلم أن إسرائيل لا يمكن أبدا أن تطلق النار على منزل به مدنيين. وهى تعلم أيضا أنه لو كانت السلطات الإسرائيلية تجهل وجود مدنيين فى المنزل وأطلقت النار عليه فإن حماس ستحقق نصرا فى العلاقات العامة من خلال عرض جثث القتلى. ولكن إسرائيل امتنعت دوما عن إطلاق النار. أما صواريخ حماس التى كانت فى حماية الدروع البشرية فقد استخدمت ضد مدنيين إسرائيليين.
مارست حماس تلك الأساليب الخسيسة استهداف مدنيين إسرائيليين مع الاختباء خلف مدنيين فلسطينيين... وبينما تقوم إسرائيل بتركيب أنظمة إنذار وبناء ملاجئ، فإن حماس ترفض القيام بذلك، لأنها تحديدا ترغب فى زيادة أعداد المدنيين الفلسطينيين الذين يقتلون عن غير قصد نتيجة للإجراءات العسكرية الإسرائيلية إلى أقصى حد. إن حماس تعلم بخبرتها أنه حتى عندما يقتل عدد قليل من المدنيين الفلسطينيين الأبرياء بغير قصد، فسيوجه الكثيرون فى المجتمع الدولى إدانة مريرة لإسرائيل.
Alan M. Dershowitz ، أستاذ القانون بجامعة هارفارد
ترجمة: عادل فتحي
غــزة 3
الإعلام اللطيف ! بريان غلوغلي
للأسف لن يمكنك رؤية الصورة المرعبة لأطفال موتى وأمهاتهم الذاهلات الصارخات فى غزة إلا إذا شاهدت الجزيرة، وهذا أمر شبه مستحيل فى الولايات المتحدة.
السيدة ليفنى لا تريدنا أن نراهم وكذلك معظم الحكومات الغربية. لقد صرحت: «عندما ترى جانبا واحدا من الصور فى غزة فإنك لا تساعد السلام، فأنا أفهم أن هذه الصور تخلق استفزازا يؤدى إلى الغضب والعدائية بين المواطنين، ولكننا نريد مستقبلا أفضل لهذه المنطقة».
بكلمة أخرى لاتنظر إلى صور تخبرك بالحقيقة لأنها ستجعلك غاضبا على الأشخاص الذين يفجرون الأطفال إلى أجزاء ممزقة، فليفنى تقول إن ما لا نراه لن يؤذينا وهى الفكرة فى الرقابة المتسلطة عبر السنين.
هذه المرأة بكل ما تحمله من مشاعر القرش الهائج الذى شم رائحة الدماء من الأجساد المبعثرة فى الماء غاضبة لأن الصور قد أضحت بالعلن وهى التى تظهر الأجساد المشوهة الدامية للأطفال الذين ذبحتهم دولتها فى نوبة من القصف والتفجير العنيفين، ولكنها لن ترى من قبل الأغلبية فى الغرب لأن وسائل الإعلام ببساطة لاتريد إزعاج قرائها أو مشاهديها. وبالطبع لاتريد أيضا إزعاج إسرائيل، أنه ذاك الحصن من الأخلاق اللطيفة الذى يملك الكثير من السيطرة على سياسيى الولايات المتحدة الذين لا يجرؤون على الحديث ضد الغارات الجوية التى تقتل أطفالا.
قالت ليفني: إنه قبل الهجوم الجوى قامت إسرائيل بإعلام كل القاطنين فى المنطقة المستهدفة وحثتهم على المغادرة. وسألها أحدهم: يغادرون إلى أين؟ إلى أين يمكن أن يذهبوا فى غزة الصغيرة، الصحراوية بشكل أساسي، والبالغ عدد سكانها مليونا ونصف المليون وبالطبع لم تجب على السؤال لأن الغارة كانت سرية وهى كاذبة بوقاحة.
BRIAN CLOUGHLEY جنرال استرالى متقاعد متخصص بشؤون آسيا
ترجمة: رندة القاسم