كتاب الزاوية ..التحدث بنعمة الله

التفاصيل


كتاب الزاوية ..التحدث بنعمة الله

التحدث بنعمة الله..جلال الدين السيوطي سيرة ذاتية، صاحبها عالم مصرى هو جلال الدين السيوطي. جاء اختيار العنوان التحدث بنعمة الله انطلاقًا من إيمان المؤلف بأن كتابة الإنسان تاريخ حياته هى نوع من الإقرار بنعمة الله عليه، إضافة إلى شكره عليها. الأمر اللافت فى هذه السيرة هو انصراف صاحبها الكامل إلى العلم، فالعلم وقضاياه والدفاع عن الصواب والحق ومقاومة الخطأ والباطل، وإعظام شأن الاجتهاد وتسفيه الركون إلى التقليد، والتمسك بأخلاق العلماء فى الخلاف والرد والمناظرة.. هى المحاور التى يدور عليها الكتاب. هذا إلى إشارات طريفة تؤكد أن مصر هى مصر.. بعظمتها وأخطائها.. عظمتها حين تنجب مثل هذا العالم الفذ، وأخطائها ــ المتكررة ــ التى يشير السيوطى إلى بعضها، كالسرقات العلمية وبيع الوظائف والبناء على شاطئ النيل بطريقة تضر بالنهر العظيم، تحقيقًا لقول الشاعر من الحب ما قتل وتأكيدًا لحقيقة أن بعضنا يحب مصر على نحو غير مفهوم. وقد حقق الكتاب المستشرقة الغربية الدكتورة إليزابيث مارى سارتين، وكان التحقيق جزءًا من رسالتها للدكتوراة من جامعة كيمبردج عام 1968. وصدر الكتاب ضمن سلسلة الذخائر للهيئة العامة لقصور الثقافة بمقدمة للدكتور عوض الغبارى أستاذ الأدب المصرى بكلية الآداب جامعة القاهرة. وتنشر «وجهات نظر» مقتطفات من الكتاب.
التحدث بنعمة الله..فضل الشكر بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفي. وبعد: فإن التحدث بنعمة الله تعالى مطلوب شرعًا. قال تعالي: «وأما بنعمة ربك فحدث». وأخرج عبدالله بن أحمد فى «زوائد السند»، والطبراني، وابن أبى الدنيا فى «كتاب الشكر»، والبيهقى فى «شعب الإيمان» عن النعمان بن بشير رضى الله عنهما، قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: التحدث بنعمة الله شكر وتركها كفر». وأخرج ابن جرير الطبرى فى «تفسيره» عن أبى نضرة، قال: «كان المسلمون يرون أن من شكر النعم أن يحدث بها». وأخرج سعيد بن منصور فى «سننه» عن عمر ابن عبدالعزيز، قال: «إن ذكر النعم شكر». وأخرج ابن أبى الدنيا، والبيهقى عن الحسن البصري، قال: «أكثروا ذكر هذه النعمة فإن ذكرها شكر».وأخرج ابن أبى الدنيا والبيهقى عن الجريري، قال: «كان يقال إن تعداد النعم من الشكر». وأخرج البيهقى من طريق مالك بن أنس عن يحيى ابن سعيد، قال: كان يقال تعديد النعم من الشكر». والتحدث بنعمة الله تعالى يورث المزيد منها لأنه شكر كما ثبت ذلك بالأدلة المذكورة، والشكر يقتضى الزيادة لقوله تعالي: «لئن شكرتم لأزيدنكم» أخرج ابن مردويه فى «تفسيره عن ابن مسعود رضى الله عنه، قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أعطى الشكر لم يحرم الزيادة لأن الله تعالى يقول: «لئن شكرتم لأزيدنكم».
التحدث بنعمة الله..نسب والدي والدى هو الإمام العلامة ذو الفنون الفقيه الفرضى الحاسب الأصولى الجدلى النحوى التصريفى البيانى البديعى المنشئ البارع كمال الدين أبوالمناقب أبوبكر بن ناصر الدين محمد بن سابق الدين أبى بكر بن فخر الدين عثمان بن ناصر الدين محمد بن سيف الدين خضر بن نجم الدين أبى الصلاح أيوب بن ناصر الدين محمد بن الشيخ همام الدين الهمام الخضيرى الأسيوطي. هكذا وجدت هذا النسب فى صداق لابن عم والدي. وأخبرنى ابن عم والدى المشار إليه، واسمه نور الدين على بن جمال الدين عبدالله بن سابق الدين أبى بكر، عن أسلافه أن جدنا الأعلى الشيخ همام الدين كان أحد مشايخ الصوفية وأرباب الأحوال والولايات، وأنه كان فى مبتدأ أمره على طريق غير مرضية، وأنه حج فلما أحرم وقال: لبيك وسعديك، لبيك اللهم لبيك، سمع صوتًا: لا لبيك ولا سعديك. فتاب من ثم وأقلع ورجع إلى بلاده، فأقبل على التزهد والعبادة مدة، ثم حج مرة أخري، فلما أحرم وقال: لبيك اللهم لبيك، سمع صوتًا: لبيك وسعديك. ولجدنا هذا ضريح بأسيوط يزار ويتبرك به. وأما نسبته بالخضيري، وهو بضم الخاء وفتح الضاد المعجمتين مصغرًا، فلا أتحقق ما تكون إليه هذه النسبة. وهذا من بدائع قدرة الله أن يعجز العلماء بأنساب الناس عن معرفة أنسابهم ليقفوا عند حدهم ويعترفوا بالعجز والقصور ويقولوا: «سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا». وقد وقع ذلك للحافظ الكبير أبى سعد عبدالكريم بن السمعاني، فإنه صنف كتابًا حافلاً فى الأنساب فى ثلاثة مجلدات ضخمة، بين فيه أنساب العلماء لماذا هي، لقبيلة أو جد أو بلد أو غير ذلك. وعجز فى نسب نفسه فلم يدر السمعانى نسبة لماذا.

© وجهات نظر . All rights reserved. Site developed by CLIP Solutions