أفتوكا لايزو

تأليف: أسامة غريب القاهرة: دار الشروق، 2009 ، 242 صفحة

يقول المؤلف: التقيت به فى إحدى السهرات مختليا بطبق فتة باللحمة الضانى فى ركن قصى من صالة الطعام، وقد فاجأنى فى اللقاء الأول بأنه زعلان منى وعاتب على بشدة،

يقول المؤلف: التقيت به فى إحدى السهرات مختليا بطبق فتة باللحمة الضانى فى ركن قصى من صالة الطعام، وقد فاجأنى فى اللقاء الأول بأنه زعلان منى وعاتب على بشدة، فلما استفسرت منه عن السبب قال: لأننى انتظرت منذ وصولى إلى مونتريال أن «تفيدني» وطال انتظارى دون جدوي. قلت له مدهوشًا: أفيدك فى ماذا؟ ما هى بالضبط الفائدة التى توقعتها منى ولم تجدها؟ فضحك بشدة وأخذ يقهقه قائلاً: كنت أعلم أنك لن تفهمنى بسهولة مع أن كلامى واضح. قلت له وضّح أكثر يا شيخ بنزهير. قال: «تفيدني» يا أستاذ مشتقة من verb to feed ومعناها بالعربية يطعم أو يزغّط أو يدفع الْمَم فى الأفواه، وأتوقع منك أن «تفيدني» معناها أتوقع أن تطعمنى وتذيقنى الْمَم وأنتظر دعوتك لى على العشاء حتى أقبلها فورًا، وأضاف: لقد سمعت أنك رجل كريم وأن نارك تحت القدور لا تنطفئ. أدهشنى جرأته فى طلب العزومة وضحكت بصوت عال قائلًا: نارى لا تنطفئ؟ فقلت وقد قررت أن ألاعبه على طريقته وأجاريه فى لغته العجيبة: «أفتوك لايزو» يا شيخ بنزهير! فقال: يعنى إيه؟ قلت: ألا تزعم أنك تعرف لغات وتستطيع فك شفرة العفريت؟ قال: غلب حمارى يا سيدي. قلت له: «أفتوك لايزو» يعنى أفتوك كذبًا ونصفها الثانى مشتق من كلمة lies وتعنى أكاذيب بالإنجليزية.. «أفتوكا لايزو» هو مصطلح يعنى ضحكوا عليك وباعوا لك التروماى وملأوا خيالك بالوهم.. فهمت يا أستاذ بنزهير؟

© وجهات نظر . All rights reserved. Site developed by CLIP Solutions