«أمة فى خطر».. هى الخلاصة التى توصل إليها تقرير حال الأمة العربية للعام 2008 ــ 2009، الذى توقف فى متابعته مستجدات حال الأمة عند نهاية الربع الأول من  العام 2009 ما سمح له بمتابعة أحداث مهمة وقعت فى تلك الشهور الثلاثة: تغيّر الإدارة الأمريكية، العدوان الإسرائيلى على غزة وتداعياته، انتخابات المحافظات فى العراق، انتخابات الكنيست فى إسرائيل، القمم العربية المتلاحقة من الكويت إلى الرياض فالدوحة على اختلاف مستوياتها. ومن هنا، يمكن القول إن العمل فى التقرير انتهى قبل أيام معدودة من نشره.
لقد حافظ التقرير هذا العام أيضًا على اتساق المنهج الذى اتبعه منذ سنوات عدة، وهو المنهج الانتقائى الذى يعتمد فى اختيار موضوعاته على إلحاحها.
ولحظ تقرير هذا العام أن بؤر التأزم قد حافظت على ثباتها، ومن هنا تم تناول حالات العراق ولبنان والصومال والسودان، إضافة بالطبع إلى القضية الفلسطينية. لكن ما يلفت فى تلك البؤر هو احتدام التأزم بوضوح واتخاذه أبعادًا جديدة لم تلازمه فى السابق. ما يعنى أن التراخى فى تصفية بؤر التأزم ينذر بتفاقمها ولا يسمح بـ «رفاهة» بقاء الوضع على ما هو عليه.
تضمن هذا الكتاب ــ التقرير تحليلاً لتسعة مواضيع رئيسة، توزع عليها الإطاران الدولى والإقليمى والنظام العربى والدراسات القطرية، فضلاً عن تطور الاقتصادات العربية، لاسيما فى ظل الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة.