مـأزق الخـروج من جحيـم العـراق



في مثل هـــذه الأيام قبل أربعة أعوام، كان العراق لم يزل دولة موحدة، تخضع لحكم قبضة حديدية واحدة، يتحدث العالم عن قوتها العسكرية وما تمتلكه من أسلحة الدمار الشامل التي تهدد الأمن والسلام في الشرق الأوسط.. بنفس الطريقة والإلحاح التي يتحدثون بها عن إيران وقنبلتها النووية الآن. وكانت الولايات المتحدة الأمريكية تحت قيادة الرئيس بوش، مدعومة بتحالف قوي اليمين المحافظ والصهيونية قد عقدت العزم علي أن الوقت قد حان لتوجيه ضربة عسكرية إلي النظام العراقي، بدعوي محاربة الإرهاب، لتجريده من الصواريخ والأسلحة النووية التي يخبئها، والتي فشلت بعثات التفتيش الأمريكية وخبراء وكالة الطاقة الذرية في العثور عليها. وفي مواجهة معارضة دولية قوية، عجزت معها واشنطن عن الحصول علي قرار من مجلس الأمن يسمح لها طبقًا للباب السابع بالتدخل العسكري في العراق، وقف العالم كله تقريبًا ــ باستثناء بريطانيا وإسرائيل وحفنة دول تابعة وضالعة ــ مشلولاً وعاجزًا عن فعل شيء، ينتظر نشوب حرب طاحنة، لن يتورع ديكتاتور العراق ــ في تقديرهم ــ عن استخدام ما لديه من أسلحة في الدفاع عن نفسه وعن عراقه مهما كلفه من ثمن. بعد أربع سنوات إلا قليلاً، ها هو العالم يقف بأجمعه مرة أخري، سواء هؤلاء الذين انضموا إلي «تحالف الراغبين » بزعامة أمريكا وبريطانيا، أو أولئك الذين عارضوا الحرب من بين الدول الأوروبية وروسيا والصين، أو حتي بعض الدول العربية التي أباحت أراضيها كقواعد عسكرية للعمليات والإمدادات الحربية والتسهيلات الجوية، يرقب ويترقب كيف غرقت القوات المتحالفة بقيادة أمريكا في أوحال العراق، تحاول انتزاع أقدامها التي غاصت وتغوص يومًا بعد يوم في بحر من الدماء والدمار، قتل خلالها نحو ثلاثة آلاف جندي أمريكي، وضاعت فيها بلايين الدولارات.. دع عنك ما فقده العراق من أرواح تجاوز عددها طبقًا لمجلة «لانسيت» البريطانية 655 ألف نسمة، وما جري تدميره من منشآت ومبان أعادت البلاد قرونًا إلي الوراء. كما فقدت فيها إدارة الرئيس بوش مصداقيتها لدي الشعب الأمريكي علي نحو أفضي بها إلي هزيمة فادحة في الانتخابات النصفية للكونجرس، فقد فيها الجمهوريون الأغلبية البرلمانية. ودخلت أمريكا مرحلة خسوف سياسي أشبه بالحقبة التي أعقبت حرب فيتنام. لم يكن هذا التحول في مسار الأحداث مفاجأة لأحد، كما أن الإخفاق الذريع لسياسات الرئيس بوش وفريقه، وللخطط العسكرية التي طبقها دونالد رامسفيلد مهندس الحرب العراقية، لم يقع بين يوم وليلة. ولكنه جاء محصلة لأخطاء تكتيكية تراكمت بكثافة خلال عامين من بدء الغزو. انتقدها قادة وخبراء عسكريون من داخل المؤسسة العسكرية الأمريكية ومن خارجها، ولم يأبه بوش وجماعته لخطورتها، وربما لم يفهمها ويعمل علي تداركها إلا متأخرًا. ولم تقتصر الكارثة علي أخطاء تكتيكية ارتكبها رامسفيلد ورفض بكل عجرفة وعناد الاعتراف بها، ولكنها تركزت بصفة خاصة في عجز أجهزة البنتاجون والمخابرات الأمريكية عن إدراك التداعيات الخطيرة للزلزال الاجتماعي والطائفي الذي أحدثه الغزو، وأدي إلي إزاحة الأقلية السنية القوية التي حكمت العراق تاريخيا، لتحل محلها أغلبية ذات مرجعيات متعددة من الشيعة، تعمقت لديها مشاعر المظلومية والاضطهاد والملاحقة. فجرت منازعات طائفية دامية، ليس بوسع أحد أن يتنبأ بتفاعلاتها، ولا بتأثير ذلك علي بقاء القوات الأمريكية أو خروجها. وتشير كل الدلائل إلي أن احتلال العراق لم يكن غير هدف مرحلي في مخطط أكبر رسمته قوي اليمين المحافظ لمشروع إمبراطوري، يرمي إلي إعادة صياغة منطقة الشرق الأوسط الكبير، يجعل من العراق نموذجًا لنظام ديمقراطي في بناء حديث للدولة، يرسل إشعاعاته إلي جيرانه العرب، ويصبح بما يملكه من ثروات طبيعية وبشرية بؤرة جذب لنظام جديد في المنطقة يضمن الاستقرار والأمن، ويقضي علي الإرهاب وحينئذ يمكن أن يتحقق السلام الدائم في إطار علاقات طبيعية مع إسرائيل. ولقد بدا إيمان بوش وإدارته بهذه العقيدة أمرًا مثيرًا للدهشة لبعض الوقت، ومثيرًا للشك في مدي سذاجته هو وأصحابه معظم الوقت. وقد استغل بوش ومجموعة اليمين المتطرف سلاح الحرب ضد الإرهاب لتخويف الشعب الأمريكي، وإقناعه بأن البلاد تواجه خطر إرهاب إسلامي حقيقي، يهدد أمن أمريكا ورخاءها واستقرارها. ولابد من تعبئة كل القوي، ولو اقتضي الأمر إصدار قوانين استثنائية تحد من الحريات دفاعًا عن الوطن، لمواجهة قوي الظلام الإرهابية الكامنة في الشعوب العربية والإسلامية بضربات استباقية في عقر دارها. وكلما حاول بعض عقلاء الأمريكيين، ومن بينهم رئيسان سابقان: جورج بوش الأب وجيمي كارتر، الحد من موجة هستيريا الحرب التي اجتاحت بوش وإدارته، ضاعف بوش من سرعة اندفاعه لإنجاز المهمة الرسالية التي كلفه بها الرب! ويحكي وودوارد في كتابه «حالة إنكار» لمحات من الأزمة التي نشبت بسبب الحرب علي العراق بين بوش الأب وبوش الابن، عندما انتابت حالة من القلق والديه، إلي درجة أن بربارا بوش الأم، في حفل عشاء رسمي عشية الغزو، انتحت جانبًا بصديق قديم للأسرة هو السناتور الديمقراطي السابق دافيد بورين الذي كان رئيسًا للجنة المخابرات في الكونجرس أثناء فترة جورج بوش الأب، وقالت له: ــ لقد اعتدت دائمًا أن تصارحني بالحقيقة.. فهل تفضي بها إلي الآن؟ ü هل نحن علي حق لو راودنا القلق بسبب مسألة العراق.. هل تعتقد أنه عمل خاطئ؟ ــ رد عليهــــــــــا الســـــــــــناتور: بالتأكيــــــد يا سيدتي.. إنه خطأ فادح لو واصلنا السير في هذا الطريق.. ــ أضافت بربارا بوش: أبوه قلق جدًا ولا ينام الليل.. ــ قال لها السناتور: ولماذا لا يتكلم معه؟ ــ أبوه يظن أنه لا ينبغي أن يتدخل إلا إذا سأله هو النصيحة! ويضيف وودوارد أن أصدقاء بوش الأب عارضوا بشدة هذه الحرب وسياسات المحافظين الجدد. وكتب برنت سكوكرفت مستشار الأمن السابق في عهد الأب مقالاً في «نيويورك تايمز» حذر فيه من غزو العراق. وسكوكرفت يعد من المدرسة القديمة التي لم تقتنع بمشروع نشر الديمقراطية، وتعامل مع صدام ونظامه كحاجز صد ضد إيران، فلم يتدخل عام 1991 عندما قام صدام بإعدام أعداد كبيرة من الأكراد والشيعة، لأن أمريكا ــ في رأيه ــ ليست علي استعداد لاحتلال ما أسماه تشرشل يومًا ما «بركان العراق الذي لا يخمد»!! ولكن بركان العراق لم يخمد بالفعل، بل انفجرت حممه منذ اليوم الذي أسقط فيه الجنود الأمريكيون تمثال صدام حسين في بغداد. ولم يدرك الرئيس بوش عندما هبط علي أرض العاصمة العراقية بلباسه العسكري كقائد أعلي للقوات الأمريكية في أول وربما آخر زيارة له معلنًا صيحة النصر، أن الحرب لم تكن علي أبواب النهاية، بل كانت في بداياتها الأولي. وأن المدي الزمني لبقاء القوات الأمريكية واستمرار العمليات العسكرية سوف يطول بأكثر كثيرًا مما قدر له، وأن «تحالف الراغبين» سوف يتحول إلي «تحالف الكارهين»، الذين بدءوا سحب قواتهم بالفعل من العراق قبل عدة شهور. الآن اعترف الشعب الأمريكي بأن الحرب في العراق باتت مسألة ميئوسًا منها، وجاءت الانتخابات النصفية بمثابة استفتاء علي شعبية الرئيس بوش وسياساته الخاسرة. وأصبح السؤال: وماذا بعد؟ كيف يمكن وضع نهاية لهذا النزيف المستمر الذي أعاد إلي الذاكرة الأمريكية كارثة حرب فيتنام، وخاصة بعد أن اعترف ثعلب أمريكا الداهية هنري كيسنجر الذي يستمع بوش لنصائحه، بأن النصر العسكري في العراق أصبح مستحيلاً. وقال للإذاعة البريطانية إنه يعتقد أنه لم يعد ممكنًا إقامة حكومة عراقية تتولي زمام الأمور في البلاد كلها، وتضع حدًا للحرب الأهلية الطائفية في وقت معقول، يسمح للغرب بمساعدتها! ونصح كيسنجر ــ كما نصح قبله جيمس بيكر وزير الخارجية الأسبق الذي يرأس لجنة مشتركة من الحزبين لبحث الأزمة الحرجة التي تواجه إدارة بوش في العراق ـ بفتح حوار مع جيران العراق وبالأخص إيران وسوريا. ولكن كيسنجر لا ينصح في الوقت نفسه بخروج سريع من العراق، لأن مثل هذا الخروج سوف تكون له نتائج كارثية، ليس فقط علي العراق ولكن أيضًا علي منطقة الخليج بأسرها حيث التجمعات الشيعية القوية. وهو ما قد يؤدي إلي قلقلة المنطقة في حروب طائفية لا تنتهي بين الشيعة والسنة، بل وبين الشيعة وبعضهم البعض. وقد ينقضي زمن طويل قبل أن يستعيد العراق وحدته. وهو أخشي ما تخشاه إسرائيل من نتائج الخروج الأمريكي وتمزق العراق، إذ تبرز إيران وكأنها الكاسب الأول والقوة الإقليمية النافذة في المنطقة.. والتي لن يجرؤ رئيس أمريكي في المستقبل القريب علي توجيه ضربة إليها، وهي تواصل بإصرار العمل في برامجها النووية وتحرز في كل يوم تقدمًا ملموسًا. بعد 31 عامًا من الهزيمة الأمريكية في فيتنام، تجري المقارنة بين المأساة الفيتنامية والمأساة العراقية وكأن الأمريكيين لم يتعلموا شيئًا من دروس التاريخ. وبقدر ما كانت الحرب في فيتنام لأسباب ملفقة بهدف وقف تغلغل النفوذ الشيوعي في آسيا مدفوعة بلوبي شركات السلاح والبترول، كانت الحرب في العراق لأسباب لا تقل كذبًا وتلفيقًا، لإعادة ترتيب الموقف في الشرق الأوسط من أجل احتكار مصادر النفط في منطقة الخليج، وحماية أمن إسرائيل واستقرارها، والتحكم في النمو المتسارع للقوي الآسيوية الصاعدة وعلي رأسها الصين والهند. ربما كان الفارق الوحيد أن الأمريكيين عندما انسحبوا من فيتنام، تركوا وراءهم شعبًا وحدته الثورة والنضال ضد الاحتلال الأمريكي، بحيث استطاع بناء نفسه في غضون سنوات قليلة. أما في العراق فلن يكون الانسحاب سهلاً في ظروف تنبئ باستمرار القتال بين الفصائل المتصارعة في العراق، واحتمالات تقسيم البلاد علي أسس طائفية. وهو ثمن باهظ لن تستطيع أمريكا احتماله. ولعل هذا هو الدرس الذي أشار إليه بوش في حديثه عن دروس الحرب الفيتنامية، بما يعني أن أمريكا لن تهرول للانسحاب من العراق كما فعلت في فيتنام، دون أن تترك وراءها من وما يحمي مصالحها ويحافظ علي أمن ربيبتها إسرائيل. في هذا الصدد تروي قصة ذات مغزي، عن مفاوضات جرت بين أحد أباطرة صناعة السينما في هوليوود والأديب الإنجليزي المعروف برنارد شو حول الحصول علي حقوق إنتاج إحدي مسرحياته الشهيرة للسينما. وبعد حوار طويل قال شو للمنتج الكبير: «أخشي أننا لن نتوصل إلي اتفاق.. فأنت تتحدث فقط عن الفن، وأنا أتحدث فقط عن الفلوس». والمغزي أن بوش، سواء في رحلته إلي آسيا أو في محاولة تعديل سياساته في العراق يبتعد كثيرًا عن الممكن، ففي اجتماع قمة التعاون الآسيوية في هانوي، لم يكن الهاجس الوحيد الذي سيطر علي بوش غير الأزمة النووية الكورية، بينما كان 21 رئيس دولة آسيوية أخري مشغولين بتوسيع نطاق التبادل التجاري. وهو ما يفعله بوش حاليا للخروج من مستنقع العراق. فالأمريكيون ــ في ضوء مقترحات بيكر الجديدة ــ يتحدثون عن ضرورة الكلام مع العدو، أي عن فتح قنوات للحوار مع إيران وسوريا. وكأنه يكفي أن تمد واشنطن يدها بالصداقة أو ما يشبه الصداقة إلي البلدين، حتي تذوب جبال الجليد التي تراكمت عبر الخلافات والتهديدات بالحصار والمقاطعة والضربات الاستباقية، وتزول وصمة «محور الشر» الذي اتخذ منه المحافظون الجدد هدفًا لابد من القضاء عليه. وكان الظن أن إسقاط صدام حسين سوف يؤدي بالتالي إلي سقوط نظام الملالي في طهران، ومعها أو قبلها نظام الأسد في سوريا، لتبسط الديمقراطية جناحيها علي المنطقة، وتفتح الطريق للسلام الأمريكي الإسرائيلي في الشرق الأوسط. وبقدر السذاجة التي تميزت بها تصورات المحافظين الجدد، جاءت الطروحات التي ترددت أخيرًا حول الهدف من الاتصالات مع إيران وسوريا للمساعدة علي تهدئة الموقف المتدهور في العراق لا تقل سذاجة. فالمطلوب من سوريا هو التعاون الكامل لمنع تهريب السلاح والمقاتلين من المتطوعين في صفوف «القاعدة» عبر حدودها للانضمام إلي المقاومة السنية. ووقف المساعدات المالية التي يرسلها أعضاء القيادة البعثية السابقة الذين وجدوا لهم ملاذًا في سوريا، حيث تنسب معظم العمليات التي راح ضحيتها جنود أمريكيون في العراق إلي المقاومة السنية. وقد يتطرق الحديث أيضًا إلي تغيير السياسات السورية إزاء لبنان، ومساندتها للفصائل الفلسطينية المعارضة لتذليل الصعوبات بين الفلسطينيين وإسرائيل. أما بالنسبة لإيران فالمطلوب منها أن تستخدم نفوذها للسيطرة علي العمليات التي تقوم بها الميليشيات الشيعية التي تنتمي إلي الفصيلين الرئيسيين من الشيعة في العراق، والتي تنتمي إحداهما إلي مقتدي الصدر والأخري إلي عبدالعزيز الحكيم.. وكلاهما يعتمد في تمويله وتسليحه علي مساعدات إيرانية، وكثير منهم أمضوا سنوات المنفي في إيران أثناء حكم صدام. وفي السياسة الأمريكية توجد عبارة شائعة بأنه لا يوجد غذاء مجاني. وحتي هذه اللحظة لم تبد أمريكا ما يشير إلي أنها علي استعداد لدفع الثمن. وهو ما ألمحت إليه الاتصالات المبدئية التي جرت بين بيكر والإيرانيين، بأنهم ليسوا علي استعداد لتقديم أي شيء دون مقابل. بل علي العكس، فمازالت تتردد تصريحات لمسئولين أمريكيين بأنهم لن يقدموا علي أي تعاون مع إيران ما لم تتراجع عن برنامج التخصيب النووي، وتقبل بالحوافز والشروط التي قدمها الأوروبيون. ولا يختلف الحديث مع سوريا ــ في الاتصالات غير الرسمية التي جرت ــ عن هذه النغمة حيث يتجاهل الأمريكيون تماماً حجم المشاكل والإساءات التي شاركت أمريكا في توجيهها إلي سوريا، سواء فيما يتعلق بلبنان أو فلسطين أو التجاهل الصارخ للاحتلال الإسرائيلي للجولان. كما لم يبد من جانب واشنطن حتي الآن ما يشير إلي أن بالونات الاختبار التي أطلقها توني بلير رئيس وزراء بريطانيا، ودعا فيها إلي ضرورة توسيع نطاق الحوار مع إيران وسوريا ليشمل مشكلة الصراع العربي الإسرائيلي باعتبارها أم المشاكل، قد وجدت صدي لدي الإدارة الأمريكية، خصوصًا إذا أخذنا في الحسبان أن الأغلبية الديمقراطية التي سيكون لها اليد الطولي في تعديل السياسات الأمريكية، لا تتحدث بصوت واحد. وأن مواقف الديمقراطية في ملفات السياسة الخارجية، سواء بالنسبة لسوريا وإيران أو بالنسبة للتأييد المطلق لإسرائيل، لا تختلف عن رؤي الجمهوريين. وليس من المرجح أن يترك الحزب الديمقراطي نفسه للانجرار إلي صراعات داخلية حول هذه القضايا، وهو علي أبواب الانتخابات الرياسية المقبلة. لا تبدو في الأفق نهاية سعيدة أو محددة لكيفية خروج القوات الأمريكية من الجحيم الذي أشعلته في العراق. وقد كانت إيران هي الأسرع في مواجهة التطورات الأخيرة بتحركات أبرزتها كقوة إقليمية تملك أوراقا قوية للمساومة والدفاع عن مصالحها، حين دعت إلي قمة ثلاثية تضم سوريا والعراق في طهران. وهو ما ينبئ بأن طبقات الظلام التي تلف المنطقة لن تنقشع في وقت قريب. وأخطر الاحتمالات أن تقدم إسرائيل ــ في حالة يأس ــ وبإيعاز من أمريكا علي حماقة كبري بتوجيه ضربة إلي إيران.
في السياسة الأمريكية توجد عبارة شائعة بأنه لا يوجد غذاء مجاني. وحتي هذه اللحظة لم تبد أمريكا ما يشير إلي أنها علي استعداد لدفع الثمن. وهو ما ألمحت إليه الاتصالات المبدئية التي جرت بين بيكر والإيرانيين، بأنهم ليسوا علي استعداد لتقديم أي شيء دون مقابل.
هذا المحتوى مطبوع من موقع وجهات نظر
وجهات نظر © 2009 - جميع الحقوق محفوظة